قد يرغب الكثير من الأزواج في تحديد نوع الجنين، وتتعدد الأسباب لذلك، مثل الخوف من انتقال بعض الأمراض الوراثية التي تنتقل إلى جنس معين دونًا عن الآخر، أو كي يحققوا التوازن الأسري.
فمثلًا إذا كانوا قد أنجبوا عدة ذكور فيرغبون في إنجاب إناث والعكس، وبالرغم من صعوبة هذا الأمر سابقًا إلا أنه مع التطور الطبي الحديث فقد أصبح الأمر ممكنًا خلال عدة عمليات ومنها عملية الحقن المجهري، كما يمكن تحديده عبر اتباع أنظمة غذائية معينة، وسنتعرف على هذه الطرق بالتفصيل.
كيف يتحدد جنس الجنين؟
لطالما كان هذا السؤال الشغل الشاغل للأزواج، وكثرت الإشاعات في هذا الخصوص إلا أن الحقيقة العلمية المثبتة هي أن بويضة المرأة تحمل الكروموسوم X فقط، بينما قد تحمل الحيوانات المنوية الكروموسوم X أو Y.
ويتم تشكيل الجنين عند التقاء الحيوان المنوي بالبويضة، ويتحدد نوع الجنين بناءًا على هذا، فإذا كان الحيوان المنوي لديه الكروموسوم X يكون الجنين أنثى، وإذا كان لديه الكروموسوم Y فيكون الجنين ذكرًا.
تحديد نوع الجنين عن طريق الحقن المجهري
تعد عملية الحقن المجهري أو أطفال الأنابيب هي العملية الأكثر نجاحًا في تحديد نوع الجنين حيث تصل نسبة نجاحها إلى 99%، ويجب على الأزواج معرفة أنه لا يمكن تحديد جنس الجنين دون اللجوء إلى الحقن المجهري حتى لو لم يحتاج الزوجين إلى ذلك، وفيما يلي سنتعرف على خطواتها بالتفصيل.
- أول مراحل الحقن المجهري هي تحفيز التبويض عند المرأة ويتم ذلك عن طريق أخذ أدوية تنشيط من ثاني يوم بالدورة الشهرية.
- في يوم يحدده الطبيب مسبقًا تحقن المرأة بإبرة تفجير البويضات وبعدها تسحب البويضات من مبيض المرأة تحت تأثير التخدير.
- بعد ذلك تؤخذ عينة من السائل المنوي ويتم غسلها جيدًا في المخبر لتنظف من البروتينات والسوائل التي تحيط بالحيوانات المنوية وكي يتم اختيار أفضل الحيوانات المنوية التي يجب أن تتمتع بالشكل السليم والحركة الصحية. ثم يتم تلقيح البويضة بحيوان منوي واحد.
- بعد الانتهاء من تلقيح البويضة بالحيوان المنوي تترك البويضة في الحاضنة لبضعة أيام كي تنقسم لعدة خلايا وعندما تصل إلى مرحلة الجنين يتم سحب خلية واحدة منها وذلك لفحص الكروموسومات وتحديد نوع الجنين ومعرفة إذا كان ذكرًا أم أنثى.
- وأخيرا يقوم الزوجان باختيار نوع الجنين الذي يرغبان به ثم يتم إرجاع الجنين إلى رحم الزوجة.
أضرار تحديد نوع الجنين عن طريق الحقن المجهري
عند القيام بالتلقيح الصناعي يتم أخذ حوالي 12 إلى 17 بويضة من الأم خلال شهر وللقيام بهذا يجب حقن هرمونات في جسم الأم، وتشمل هذه الحقن بعض الآثار الجانبية، منها:
- متلازمة فرط تنبيه المبيض: تحدث هذه المتلازمة بسبب الحقن الكثير بالهرمونات مما يؤدي إلى تضخم المبيضين وحدوث الألم.
- احتمالية الإصابة بالسرطان: حقن الهرمون الكثيرة يمكن أن تزيد من فرصة الإصابة بسرطان الثدي أو المبيض أو الرحم وخصوصًا إذا كانت الأم لديها استعداد وراثي لهذا، وبالتأكيد هذا لا يعني الإصابة الأكيدة بالسرطان لمجرد خضوعك للعلاج.
تحديد نوع الجنين عن طريق فرز الحيوانات المنوية
إحدى الطرق التي تعمل على تحديد نوع الجنين هي فرز الحيوانات المنوية وتصل نسبة نجاحها إلى 93% في الحمل بأنثى و85% في الحمل بذكر، وهي تشمل الخطوات التالية:
- يتم أخذ عينة من الحيوانات المنوية من الزوج ثم فرزها باستخدام تقنية التدفق الخلوي وبها يمر السائل المنوي بعملية غسيل مخصصة لإزالة السوائل المنوية بالإضافة إلى الحيوانات المنوية غير المتحركة.
- بعد ذلك يتم صبغ الحيوانات المنوية بصبغة خاصة تتفاعل مع الحمض النووي الذي يوجد بالخلايا.
- ثم يتم وضع الخلايا في مقياس التدفق الخلوي الذي يعمل على تحديد جسيمات السائل أثناء مرورها عن طريق الليزر.
- تعتمد هذه الطريقة على أن الحيوانات المنوية الحاملة لكروموسوم X تضيء أكثر من الحيوانات المنوية الحاملة لكروموسوم Y عندما تمر بالأشعة فوق البنفسجية، وذلك لاحتوائها على كمية كبيرة من الـ DNA مقارنة بالكروموسوم Y.
- بعد ذلك يتم نقل عينة الحيوانات المنوية التي يختارها الزوجان إلى رحم المرأة أو يمكنهم استخدامها في التلقيح الصناعي.
وهناك طريقة أخرى لفرز الحيوانات المنوية وهي الطرد المركزي، حيث تعمل على دوران الحيوانات المنوية في أنبوب يكوّن طبقات حسب كثافتها، وتعتمد هذه الطريقة على أن الحيوانات المنوية الحاملة لكروموسوم X تكون أكثر كثافة من تلك التي تحمل كروموسوم Y.
وتتشابه الطريقتان في باقي الخطوات ولكن قبل اللوجوء الى مثل هذه العمليات يجب التأكد من سمعة وجودة المركز الطبي الذي ستقوم بإجراء العملية به، ومن اشهر تلك المراكز مستشفى بداية.
تحديد نوع الجنين عن طريق الغذاء
على الرغم من انخفاض نسبة نجاحه إلا أن بعض الدراسات أثبتت أن تغذية المرأة تحمل تأثيرًا في تحديد نوع الجنين، وذلك عن طريق التأثير على المستقبلات التي تجذب الحيوانات المنوية في جدار البويضة.
وتعتمد معظم الأنظمة الغذائية على نسبة المعادن فمثلًا زيادة نسبة الصوديوم والبوتاسيوم وانخفاض الماغنسيوم والكالسيوم يجذب الحيوان المنوي الذي يحمل كروموسوم الذكر Y.
وبالتالي فزيادة الماغنسيوم والكالسيوم وانخفاض الصوديوم والبوتاسيوم يجذب الحيوان المنوي الذي يحمل كروموسوم الأنثى X.
كي تتبعي هذه الطريقة عليكِ اتباع نظام غذائي لمدة شهرين على الأقل، وسنوضح هنا العناصر الغذائية وما هي المعادن التي تحتويها:
تحديد نوع الجنين أنثى
إذا كنتِ ترغبين بإنجاب أنثى عليك تناول الأطعمة الغنية بالماغنسيوم والكالسيوم، ومنها:
- العسل
- القهوة
- الحليب ومشتقاته
- اللوز والفول السوداني
- الخضروات الورقية مثل الخس والجرجير والبقدونس
- كل الفاكهة باستثناء الخوخ والمشمش والبرتقال والكرز.
- كمية محدودة من اللحوم والأسماك
- الامتناع عن الشوكولاته والحلويات والمقالي.
تحديد نوع الجنين ذكر
إذا كنتِ ترغبين بإنجاب أنثى عليك تناول الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم والصوديوم، ومنها:
- الفواكه مثل الموز والمشمش والبطيخ.
- الأرز
- الخبز الأبيض
- الخضروات مثل الفاصوليا الخضراء والبطاطس والقرنبيط.
- الدجاج بدون الجلد.
- البقوليات.
- الحلويات.
- اللحوم والأسماك.
تحديد نوع الجنين عن طريق توقيت الجماع
من إحدى الطرق التقليدية أيضًا هي توقيت الجماع وهذه الطريقة نسبة نجاحها قليلة ولكن إذا ارتبطت مع الحمية الغذائية فإن النسبة ترتفع.
تعتمد هذه الطريقة على خصائص الحيوانات المنوية حيث تعيش الحيوانات المنوية الذكرية لفترة قصيرة وتكون أخف وزنًا بينما الحيوانات المنوية الأنثوية تعيش لفترة أطول وهي أثقل وزنًا.
وبناءًا على هذا فحدوث الجماع مباشرة بعد موعد الإباضة فهذا يزيد من احتمالية الحمل بذكر، عكس الجماع في وقت بعيد عن موعد الإباضة الذي يرجح الكفة للحمل بأنثى. ولنجاح هذه الطريقة فعليكِ كما قلنا جمعها مع الحمية الغذائية بالإضافة إلى مراقبة موعد إباضتك حيث يختلف من امرأة لأخرى كما قد يختلف عند نفس المرأة من شهر لآخر.
وهكذا وضحنا لكم في هذا المقال تفاصيل تحديد نوع الجنين بمختلف العمليات مثل الحقن المجهري وفرز الحيوانات المنوية بالإضافة إلى الطرق التقليدية مثل الحمية الغذائية وتوقيت الجماع، وكما أوضحنا أيضًا فلا يوجد طريقة ناجحة 100%، عليك فقط اختيار الطريقة التي تجدينها مناسبة لك ولزوجك مع الانتباه للآثار الجانبية لكل طريقة.
طالع ايضا : نصائح للوقاية من الكحة للبالغين
0 تعليقات