يعتبر الإشهار التلفزيوني أحد أكثر الانشطة الترويجية أهمية وتأثيرا في المستهلكين، و خاصة بالنسبة للمرأة وإذا عرفه البعض على أنه " مجموعة من المعلومات أو البيانات المتعلقة بعدد من السلع أو المنتجات أو الخدمات التي تعرضها محطة التلفزيون ضمن برامجها، والتي تتخذ أشكالا متعددة بغرض ترويج هذه المنتجات فإنه يعزز هذا الدور، بل ويتعداه إلى أغراض أخرى وهذا نظرا إلى أهمية الوسيلة في حد ذاتها؛ لذا اسلط الضوء في هذا الفصل على خصائص كل من الرسالة (الإشهار) والوسيلة (التلفزيون) ثم نصل بعدها للتحدث عن خصوصيات المادة الإعلانية التلفزيونية وكيفية تحريرها و جعلها موجهة للمرأة.
خصائـص الإشهار التلفزيوني للمرأة
تاريخ الإشهار الموجه للمرأة مرتبط بتاريخ الاشها ككل إن التعرض لنشأة تطور الإشهار لا يتم بمعزل عن التطورات الفترات التاريخية المميزة بخصائصها الاجتماعية الاقتصادية، كما أن صياغة الإشهار يسمح لنا بالإطلاع على جوانب تلك الخصائص من جهة، بالإضافة إلى معرفة كيف تطور "الإشهار" من ممارسات بسيطة عبر التاريخ القديم ليتسع بعدها لمعاني جديدة جعلت منه اليوم مفهوما فنا يرتبط بالعديد من العلوم من جهة أخرى.
طالع أيضا 4 أشياء حول الحب نتعلمها متأخرا جدا
لقد كان الإشهار (بالمعنى التجاري) حاضرا دائما في الحياة الإنسانية بالنسبة للرجل او المراة، إذ أن أول إشهار يعود تاريخه إلى 3000 سنة قبل الميلاد ذلك في قد إستحدث اليونانيون أيضا ما يسمى في لغة اليوم بالأغنية المقفاة Jingle وهي قصيدة منظومة تلحن تؤدي بأصوات جماعية أو فردية، هي تعني بذلك الموسيقى أو الأغنية التي ترافق عرض المنتج، كما عرف اليونانيون القدامى طريقة "المنادي" Crieurs هم الذين كانوا يعلنون بالهتاف عن وصول سفن السلع مثلا، ذلك برفقة عازف موسيقي لتسجيل إيقاع يجعل من العملية أكثر قبولا لدى المستمعين، في روما كان هناك شكل من أشكال الإشهار أيضا، حيث وجد علماء الآثار أول أشكال الملصقات Affigage في بومبي Pompéi
وقد عرف العرب القدامى أيضا طريقة المنادي، خاصة في المدن، إلا أن وسيلة الملصقات لم تنتشر لم يعرف شكلها الحقيقي إلا في القرن 17 في إنجلترا كان ذلك على شكل توجيهات نصائح Enseigne . ظهر أول قانون حول الملصقات حوالي سنة 1614. وكان محتواه ألا تتجاوز الملصقات التي تعلن تبيع المنتوجات ثمانية أقدام في الطريق، بطريقة لا تزعج المارة ألا تكون صاخبة. لقد كان لاكتشاف المطبعة أثرا هاما في التحولات السياسية الاجتماعية كذا الاقتصادية التي أصابت المجتمع الأوربي ثم العالم ككل. إلا أن هذا الأمر لم يجعلها تستعمل مباشرة أو على الفور
لأغراض اشهارية، كان يجب انتظار سنة 1525 ،أين قام مواطن ألماني بطبع صفحات يعلن فيها عن مستحضره في القدرات الفعالية الخارقة أو الساحرة كما كان يزعم. كان يجب انتظار أيضا، ظهور أول جريدة أو صحيفة سنة 1622" the weekly news of London "التي أدخلت أولى الإشهارات الحقيقية في صفحاتها ثلاث سنوات بعد صدورها. كانت تسمى بـ "SIQUIS "لأن كل إشهار فيها كان يبدأ بالعبارة اللاتينية Siquis التي تعني: "إلى من يرغب أو إلى من يريد". كانت هذه أولى الممارسات المبتدئة للعملية الإشهارية، أما الإشهار الحديث فقد ظهر مع الثورة الصناعية، يقال أن أول معلن كان اسم"Quaker Oats ، "وهو اسم تجاري موجود لحد الآن بالولايات المتحدة الأمريكية،(2 )قد كان أول منتج تصور علامة Marque لمنتجاته تغليفها التعريف بها عن طريق الإشهار، وفي حوالي سنة 1870 كان " كوايكر واتس" يقوم بالإشهار على مستوى كل القارة الأمريكية، كان متبوعا أو مرفقا من طرف العديد من المعلنين الآخرين الذين لازالت علاماتهم ترن في الأسماع إلى يومنا هذا,
مرحلة تمخض الاشهار
وهي فترة طويلة في التاريخ تمتد عبر التاريخ القديم إلى العصور الوسطى، وقد تحددت فيها الجذور السياسية الدينية للإشهار. الأمر يبرر بميزة هذه المرحلة المتعلقة بنشر الأفكار المبادئ الدينية هو ما يعرف بالدعوة أو الدعاية، إذ تتبع هذه الأخيرة نفس أساليب الإشهار التجاري مثلا من حيث أنها تحاول جذب المتلقي بإظهار مزايا وفوائد تلك الديانة أو غيرها كأن ينال رضا االله يفوز بعيش كريم مطمئن يفوز بالجنة بعد موته، لهذا اعتبر Dastot 1973 عن هذا التقارب بين الإشهار الدعاية بقوله "إن الإشهار هو وليد الدعاية".
قد شهدت هذه المرحلة الطويلة أيضا ظهور أول ملصقة إشهارية Annonce موجهة للجنسين الرجل و المراة.وكان محتواها دعوة للمواطنين من أجل المشاركة في حفل الكنيسة المخصص للصفح والعفو لأحد رموز الديانة المسيحية، كانت إيقونيتها تحمل أسلحة التاج المالكي البابا وصورة لمريم العذراء تحمل طفلها. بقيت الملصقات في يد السلطة آنذاك إلى أن جاءت الثورة الفرنسية عام 1789 أين اعتبر الإشهار كأحد دعائم حرية التعبير لدى المواطنين... ثم تمتد هذه المرحلة الطويلة من تاريخ الإشهار إلى قرن كامل بين سنتي 1750- 1850 هي مدة كانت فيها البدايات.
مرحلة اعتماد الإشهار على علم النفس التطبيقي
في بداية الإشهار في مرحلته الطويلة أعلاه، لم تكن ممارسته مبنية على أسس نظرية، لم يتم ذلك إلاّ مع سنوات 1930-1950 حيث بدأ علم النفس و بناء اشهارات موجهو خصيصا للمرأة في بناء تأسيس الإشهار علميا، ليعتمد على عدة نظريات تفسر عمله...كما تتمثل هذه المرحلة فترة تمتد بين سنتي 1930-1970 عرفت فيها نظريات مختلفة مفسرة للآثار التي يحدثها الإشهار من عدة زوايا.
0 تعليقات